... إن التطور العلمي الهائل في مجتمعاتنا المعاصرة أصبح مدعاة لظهور بعض المشكلات والظواهر التي تستدعى البحث الميداني، و البيداغوجي و التربوي أيضاً ، ومن هذه الظـــواهر التي استشــرت في الوســـط المدرســي هروب بعض الطلبة من المدارس بشكل ملاحظ وكبير ، ومع أن تلك الظاهرة خطيرة وقد تشكل وباء يصل إلى حد يصعب السيطرة عليه ، فإنه أصبح أمراً يمرُّ على الأسماع ويمضي كما لو كان أمراً طبيعياً .!
وقد أوعز البعض هذه الظاهرة إلى الضغط المدرسي الكبير و الإكتظـــاظ الذي تعــاني منــه أغلب مدارسنـــا ، و كذا المقـــرّرات الكثيفــة الغيـــر مدروســة و خــاصة في المرحــلة الإبتدائية و المتوســطة ، سبباً في هروب البعض من المدرسة ، كمــا أنّ تدنّــي المستــوى المعيشي لدى الأُســـر و العائلات أثّــر بشــكل واضــح على ســـلوكات الأبنـــاء ، بعد مااستقــال الآبــاء من عملية التربيــة و المتــابعة لانشغـــالهم بتوفــير لقمــة العيش ،، مشاكل مادية وظروف منزلية صعبة تجعل الأبنـــاء يذهبون إلى المدرسة على مضض وغير قادرين على تحمل أي ضغط خارجي آخر ، وكذلك المعاملة التي يحصل عليها الأبنـــاء من زملائهم و من الممكن أن تكون غير جيدة ، مثل أن يكون أصحابهم من عوائل مترفة مادياً فيشعرون آنذاك بالنقص وبأنهم اقل من غيرهم و يحـــاولون الهـــروب من ذاك الواقع غــير العــــادل في نظـــرهم .
ويمكننا أن نجمل أسباب هروب الأبنـــاء من المدرسة إلى :
أولا: المدرسة
حيث أن المدرسة تتحمل المسؤولية من عدة جوانب من أهمها:
الإكتـــظاظ في الأقســــام ممّــا يُسبّب ضعفــاً في التحصيــل ،و كذا إنعــدام المرافق الضرورية بالمدرسة ( دورات مياه ، وســائل التدفئــة ، الإطعـــام ،مثلا ) غير مكتملة أو غير صالحة ، وكذلك الشكل الخارجي للمدرســة غير مريح للنفس لانعدام الصيانة الدورية إضافة إلى عدم وجود أماكن للترويح عن النفس ( حديقة – صالة العاب – صالة أنشطة عامة ... الخ ) .
ثانيـاً : المعلم
يتحمل المعلم مسؤولية هروب التـــلاميذ من صفه و بالتالي من المدرسة وذلك من خلال:
أ- إتباع المعلم لأساليب غير تربوية ( كالضرب والشتم ) في تعامله مع تــلاميذه.
ب- عدم مقدرة المعلم على ضبط الصف وإدارته بالشكل السليم وبالتالي يرى التلميــذ وجوده في الصف مضيعة للوقت .
ت-عدم مقدرة المعلم على تجديد معلوماته وخبراته من الناحية التربوية والتنويع في طرق تدريسه بما يتلاءم مع كل صف .
ث-ضعف المعلم في مادته العلمية وبالتالي يفقــد ثقة تلاميــذه فيه فينصرفون عنه.
ج-أحياناً يحمل المعلم تلاميــذه فوق طاقتهم من التكاليف الصفّية واللاصفّية فلا يستطيعون الصبر معه.
ح-قد يتوفر المعلم على كل الايجابيات إلا انه يفتقد للإخلاص فلا يواصل تلاميــذه معه.
ثالثــاً : المنهج
الإرتجــالية و ضعف التفكــير في وضع المنــاهج التربـوية ، يُشكــلان أيضــاً صعوبة وعدم التوافق مع ميولات واتجاهات الطلبة و التلاميــذ ، وتحقيق رغباته واستفزاز لقدراتهم ، وكثرة الحشو الغير مفيد سبباً لنفورهم من المادة وبالتالي هروبهم من المدرسة .
رابعــاً : الإدارة
تتحمل الإدارة مسؤولية اكبر من غيرها في مسألة هروب الطلبة و التلاميــذ من المدرسة ومظاهر هذه المسؤولية تكمن في :
أ- قد يكون مدير المدرسة من النوع التسلطي فلا يجيد التعامل التربوي مع مؤسسته التربوية (معلمين – طلاب ) إلا بالسوط والجلاد – ولذا سوف ترى أن الجميع يهرب منه ، وقد يكون من النوع صاحب الإدارة الفوضوية فيجعل الحبل على الغارب ولا يسأل عن من هرب أو من لم يهرب.
ب- عدم الاهتمام بالغياب وإهمال تطبيق اللوائح والقوانين الخاصة بذلك .
خامسـاً : الأسرة
تقتسم الأسرة المسؤولية في هروب الطالب من المدرسة مع المدرسة ، وصور هذه المسؤولية تكمن في :
- انعدام التوجيه والإرشاد بخطورة هذه الظاهرة علي المستقبل الدراسي للأبناء .
- انعدام الرقابة والمتابعة في المنزل أو في المدرسة .
- انخفاض مستوى الطموح لدى الوالدين أو احدهما مما ينعكس سلباً على مستوى الطموح لدى الأبناء وبالتالي اللامبالاة بالدراسة .
- غياب القدوة والمثل الأعلى .
- تدني المستوى الاقتصادي والثقافي للأسرة ( ليس في كل الأحوال ).
- رفقاء السوء ومالهم من دور خطير في التأثيــر على الأبنــاء ، و خــاصة في مرحــلة المراهقــة ، حيث يصبحــون لقمـــة طريــة ســـائغة في أفــواه الذئــاب البشـــرية .
أساليب العــلاج من الظــاهرة :
ولكي نعمل على علاج هذه المشكلة فعلينا أن نعمل علي القضاء على أسبابـها ، سواء من المدرسـة أو البيت ، بالاهتمام بالمبنى المدرسي بصورته المتكاملة ومراعاة النواحي النفسيـة والفسيـولوجية للطلبة و التلاميــذ بما يتماشى ومراحل نموهم وعدم إغفال الجوانب الترويحية في المبنى المدرسي .
أولاً على المعلم :
تجنب ما ذكرنا من سلبيات وأن يتّبـع المعلم الأساليب التربوية وأن يُطـوّر نفسـه أكاديميـاً وتربـوياً ( في مادته العلمية – طرق تدريسها ) وأن لا يُثقـل كاهـل تلاميــذه بالواجبات المنزلية وأن لا ينسـى الإخـلاص والعمـل لوجـه الله .
* أن يُراعــي واضِعُو المناهـج الدراسيـة الأسـاليب التربـوية الحديثـة في إعـداد المناهـج الدراسيـة من حيث تماشيـها مع متطلبـات العصر ، و مراعاة النواحي النفسيـة والعقليـة لأبنــــاء القرن الحادي والعشرين وأن يقلّلـوا من الحشو الغير مفيــد للمواضيــع.
ثانياً مع الأسرة:
*على الأسـرة الإنتبـاه لضرورة التوجيـه والإرشـاد الدائـم بخطورة مثل هذه الظاهرة غير التربوية ومردودها السلبي على الأبنـــــاء .
*على الأسـرة التعزيـز المستمر وتوضيح أهمية التعليـم و مردوده الإيجابي على الأبنــاء مستقبلاً.
*على الأسـرة متابعـة الأبنـــاء سـواء داخـل المنـزل أو خارجـه.
*على الأسـرة أن تُخْـلي جوّها الأسـري من المشـاكل أو على الأقـل أن تبعـدها عن الأبنــاء .
*على كل فـرد في الأسـرة – بداية من الأب ونهاية بالأخ – أن يكـون قدوة حسنة ومثال خــير يُحْتَــذَي به.
ثالثاً – مع المجتمع :
- يقـع على عاتـق الأسـرة نُصْحُ الأبنــاء و العمــل على إبعــادهم عن رفقاء السوء ، وعلى كل فرد في المجتمع القيـام بذات الدور ومحاربة وصدِّ – الشّلة الفاسدة – إن صح التعبير.
- على الإعـلام دور التوعيـة المستمـرة بخطـورة أيّ ظاهرة غير تربوية دخيلة على مجتمعنا قبل أن تتفـشّى.
وعلى كل حال مع كل ما ذُكـر في ظاهـرة الهـروب من المدرسـة ، فإن هذا لا يعني أن نجد العذر للطلبـة و التلاميــذ للهــروب من المدرسـة ، لما في ذلك من مخاطر.
ومن خـلال الإستعـراض السـابق لهذه المشكلة وأسبابها و وسائل علاجـها ، نلاحـظ أنهــا مشكلة اجتماعية في جوهرها قبل أن تكـون مشكـلة تدور حول فرد من الأفـراد ، الأمر الذي يستـلزم تكـاتف الجهـود عبــر الوســـائل الرامية ، إلى إحداث التكامل بيـن الجانبين المدرسي والإجتمـاعي و العمل معاً لتوفيـــر منـــاخٍ ملائــم لتمــدرس الأبنــاء .
وقد أوعز البعض هذه الظاهرة إلى الضغط المدرسي الكبير و الإكتظـــاظ الذي تعــاني منــه أغلب مدارسنـــا ، و كذا المقـــرّرات الكثيفــة الغيـــر مدروســة و خــاصة في المرحــلة الإبتدائية و المتوســطة ، سبباً في هروب البعض من المدرسة ، كمــا أنّ تدنّــي المستــوى المعيشي لدى الأُســـر و العائلات أثّــر بشــكل واضــح على ســـلوكات الأبنـــاء ، بعد مااستقــال الآبــاء من عملية التربيــة و المتــابعة لانشغـــالهم بتوفــير لقمــة العيش ،، مشاكل مادية وظروف منزلية صعبة تجعل الأبنـــاء يذهبون إلى المدرسة على مضض وغير قادرين على تحمل أي ضغط خارجي آخر ، وكذلك المعاملة التي يحصل عليها الأبنـــاء من زملائهم و من الممكن أن تكون غير جيدة ، مثل أن يكون أصحابهم من عوائل مترفة مادياً فيشعرون آنذاك بالنقص وبأنهم اقل من غيرهم و يحـــاولون الهـــروب من ذاك الواقع غــير العــــادل في نظـــرهم .
ويمكننا أن نجمل أسباب هروب الأبنـــاء من المدرسة إلى :
أولا: المدرسة
حيث أن المدرسة تتحمل المسؤولية من عدة جوانب من أهمها:
الإكتـــظاظ في الأقســــام ممّــا يُسبّب ضعفــاً في التحصيــل ،و كذا إنعــدام المرافق الضرورية بالمدرسة ( دورات مياه ، وســائل التدفئــة ، الإطعـــام ،مثلا ) غير مكتملة أو غير صالحة ، وكذلك الشكل الخارجي للمدرســة غير مريح للنفس لانعدام الصيانة الدورية إضافة إلى عدم وجود أماكن للترويح عن النفس ( حديقة – صالة العاب – صالة أنشطة عامة ... الخ ) .
ثانيـاً : المعلم
يتحمل المعلم مسؤولية هروب التـــلاميذ من صفه و بالتالي من المدرسة وذلك من خلال:
أ- إتباع المعلم لأساليب غير تربوية ( كالضرب والشتم ) في تعامله مع تــلاميذه.
ب- عدم مقدرة المعلم على ضبط الصف وإدارته بالشكل السليم وبالتالي يرى التلميــذ وجوده في الصف مضيعة للوقت .
ت-عدم مقدرة المعلم على تجديد معلوماته وخبراته من الناحية التربوية والتنويع في طرق تدريسه بما يتلاءم مع كل صف .
ث-ضعف المعلم في مادته العلمية وبالتالي يفقــد ثقة تلاميــذه فيه فينصرفون عنه.
ج-أحياناً يحمل المعلم تلاميــذه فوق طاقتهم من التكاليف الصفّية واللاصفّية فلا يستطيعون الصبر معه.
ح-قد يتوفر المعلم على كل الايجابيات إلا انه يفتقد للإخلاص فلا يواصل تلاميــذه معه.
ثالثــاً : المنهج
الإرتجــالية و ضعف التفكــير في وضع المنــاهج التربـوية ، يُشكــلان أيضــاً صعوبة وعدم التوافق مع ميولات واتجاهات الطلبة و التلاميــذ ، وتحقيق رغباته واستفزاز لقدراتهم ، وكثرة الحشو الغير مفيد سبباً لنفورهم من المادة وبالتالي هروبهم من المدرسة .
رابعــاً : الإدارة
تتحمل الإدارة مسؤولية اكبر من غيرها في مسألة هروب الطلبة و التلاميــذ من المدرسة ومظاهر هذه المسؤولية تكمن في :
أ- قد يكون مدير المدرسة من النوع التسلطي فلا يجيد التعامل التربوي مع مؤسسته التربوية (معلمين – طلاب ) إلا بالسوط والجلاد – ولذا سوف ترى أن الجميع يهرب منه ، وقد يكون من النوع صاحب الإدارة الفوضوية فيجعل الحبل على الغارب ولا يسأل عن من هرب أو من لم يهرب.
ب- عدم الاهتمام بالغياب وإهمال تطبيق اللوائح والقوانين الخاصة بذلك .
خامسـاً : الأسرة
تقتسم الأسرة المسؤولية في هروب الطالب من المدرسة مع المدرسة ، وصور هذه المسؤولية تكمن في :
- انعدام التوجيه والإرشاد بخطورة هذه الظاهرة علي المستقبل الدراسي للأبناء .
- انعدام الرقابة والمتابعة في المنزل أو في المدرسة .
- انخفاض مستوى الطموح لدى الوالدين أو احدهما مما ينعكس سلباً على مستوى الطموح لدى الأبناء وبالتالي اللامبالاة بالدراسة .
- غياب القدوة والمثل الأعلى .
- تدني المستوى الاقتصادي والثقافي للأسرة ( ليس في كل الأحوال ).
- رفقاء السوء ومالهم من دور خطير في التأثيــر على الأبنــاء ، و خــاصة في مرحــلة المراهقــة ، حيث يصبحــون لقمـــة طريــة ســـائغة في أفــواه الذئــاب البشـــرية .
أساليب العــلاج من الظــاهرة :
ولكي نعمل على علاج هذه المشكلة فعلينا أن نعمل علي القضاء على أسبابـها ، سواء من المدرسـة أو البيت ، بالاهتمام بالمبنى المدرسي بصورته المتكاملة ومراعاة النواحي النفسيـة والفسيـولوجية للطلبة و التلاميــذ بما يتماشى ومراحل نموهم وعدم إغفال الجوانب الترويحية في المبنى المدرسي .
أولاً على المعلم :
تجنب ما ذكرنا من سلبيات وأن يتّبـع المعلم الأساليب التربوية وأن يُطـوّر نفسـه أكاديميـاً وتربـوياً ( في مادته العلمية – طرق تدريسها ) وأن لا يُثقـل كاهـل تلاميــذه بالواجبات المنزلية وأن لا ينسـى الإخـلاص والعمـل لوجـه الله .
* أن يُراعــي واضِعُو المناهـج الدراسيـة الأسـاليب التربـوية الحديثـة في إعـداد المناهـج الدراسيـة من حيث تماشيـها مع متطلبـات العصر ، و مراعاة النواحي النفسيـة والعقليـة لأبنــــاء القرن الحادي والعشرين وأن يقلّلـوا من الحشو الغير مفيــد للمواضيــع.
ثانياً مع الأسرة:
*على الأسـرة الإنتبـاه لضرورة التوجيـه والإرشـاد الدائـم بخطورة مثل هذه الظاهرة غير التربوية ومردودها السلبي على الأبنـــــاء .
*على الأسـرة التعزيـز المستمر وتوضيح أهمية التعليـم و مردوده الإيجابي على الأبنــاء مستقبلاً.
*على الأسـرة متابعـة الأبنـــاء سـواء داخـل المنـزل أو خارجـه.
*على الأسـرة أن تُخْـلي جوّها الأسـري من المشـاكل أو على الأقـل أن تبعـدها عن الأبنــاء .
*على كل فـرد في الأسـرة – بداية من الأب ونهاية بالأخ – أن يكـون قدوة حسنة ومثال خــير يُحْتَــذَي به.
ثالثاً – مع المجتمع :
- يقـع على عاتـق الأسـرة نُصْحُ الأبنــاء و العمــل على إبعــادهم عن رفقاء السوء ، وعلى كل فرد في المجتمع القيـام بذات الدور ومحاربة وصدِّ – الشّلة الفاسدة – إن صح التعبير.
- على الإعـلام دور التوعيـة المستمـرة بخطـورة أيّ ظاهرة غير تربوية دخيلة على مجتمعنا قبل أن تتفـشّى.
وعلى كل حال مع كل ما ذُكـر في ظاهـرة الهـروب من المدرسـة ، فإن هذا لا يعني أن نجد العذر للطلبـة و التلاميــذ للهــروب من المدرسـة ، لما في ذلك من مخاطر.
ومن خـلال الإستعـراض السـابق لهذه المشكلة وأسبابها و وسائل علاجـها ، نلاحـظ أنهــا مشكلة اجتماعية في جوهرها قبل أن تكـون مشكـلة تدور حول فرد من الأفـراد ، الأمر الذي يستـلزم تكـاتف الجهـود عبــر الوســـائل الرامية ، إلى إحداث التكامل بيـن الجانبين المدرسي والإجتمـاعي و العمل معاً لتوفيـــر منـــاخٍ ملائــم لتمــدرس الأبنــاء .
0 التعليقات:
إرسال تعليق