تستعد العاصمة اليابانية طوكيو منذ اختيارها في عام 2013 لاستضافة الألعاب الأولمبية العالمية في عام 2020، وتعمل منذ ذلك الحين على جعل أولمبياد “طوكيو 2020” Tokyo 2020 بمثابة معرض تكنولوجي.
وقد استضافت العاصمة الأكثر اكتظاظا بالسكان في العالم دورة الألعاب الاولمبية الصيفية عام 1964؛ وما الكشف عن القطار الرصاصة “شينكانسن” Shinkansen قُبيل انطلاق الألعاب الأولمبية آنذاك، إلا لنستعد لضرب من ضروب الخيال في أولمبياد طوكيو2020.
الروبوتات
تهدف الحكومة اليابانية إلى زيادة الإنفاق على الروبوتات بمعدل ثلاثة أضعاف، بحيث يمكن لزوار طوكيو 2020 رؤية الروبوتات تقوم مقام الإنسان في العديد من الوظائف، النقل والخدمات على سبيل المثال لا الحصر؛ وربما تجدهم ضمن المنتخبات المنافسة على الميداليات الذهبية.
وتستعد شركة الفضاء اليابانية الناشئة ALE لتقديم عرض من النيازك الفضائية التي ستملئ السماء، بينما يعمل تطبيق الهاتف الذكي على ترجمه وتقديم شرح وافي لكل ما يحصل بعدة لغات.
ويمكن لكم تخيل مئات الفنانين بزيهم الياباني التقليدي يقدمون عروضهم الفنية في الساحات، بينما تساعد الروبوتات الجماهير على التوجه إلى مقاعدهم للاستعداد لمشاهدة مباريات الألعاب الأولمبية، فضلا عن إرشاد السياح -المتواجدين بالقرب من القرية الأولمبية في حي أودايبا في العاصمة طوكيو- وتقديم النصائح حول أفضل الخيارات فيما يخص المطاعم والنقل والترفيه.
ومن نقطة اعتبار اليابان دولة الروبوتات الأولى، فقد عرضت شركة Yaskawa Electric Corporation فيديو يبين مهارة روبوت من إنتاجها في استخدام سيف “كاتانا”.
وقامت شركة “سوفت بانك” اليابانية العام الماضي بالكشف عن الروبوت بيبر الذي يمكنه تفسير العواطف البشرية والتفاعل معها بناءً على تعبيرات الوجه، والذي يوصف بان له قلب إذ يمكنه التعرف على العواطف البشرية قبل أن يتصرف معبراً عن مشاعره كالغضب والفرح والحزن والامتعاض.
تقنيات البث
عقدت شركتا سوني وباناسونيك شراكة مع إذعة NHK وغيرها من الوكالات من أجل تطوير تقنيات البث القادرة على التعامل مع فيديوهات بدقة 8K، والتي تقدم دقة تبلغ أربعة أضعاف دقة 4K الحالية و16 ضعف دقة 1080P.
ومع التطور المطرد على تكنولوجيا الكاميرات من ناحية التقنية والدقة والوزن؛ ليس من المستبعد تزويد الرياضيين خلال المنافسات بكاميرات رياضية من نوع POV “نقطة النظر” وذلك لتعزيز تجربة المشاهدة.
الواقع الافتراضي والواقع المعزز
اقتصرت تجربة الواقع الافتراضي في ريو 2016 على الإعادة وتسليط الضوء على أهم مجريات اليوم السابق ولعدد محدود من الألعاب الرياضية؛ وبالرغم من قلّة انتشار الواقع الافتراضي حاليًا بين المستهلكين العاديين، إلا أن نسبة انتشارها في العام الماضي تشير إلى نمو غير مسبوق لهذه التقنية لتكون أساسية في أولمبياد طوكيو.
وتشير شركة ميتسوبيشي الكتريك إلى انها قامت بابتكار طريقة جديدة تسمح بخلق صور عائمة ثلاثية الأبعاد، ويدرس منظمو الألعاب الأولمبية إمكانية استخدام هذه التقنية في طوكيو 2020، في حين تعمل شركة باناسونيك على تصميم أدوات ترجمة يمكن ارتداؤها حول الرقبة.
وقد يشاهد الجمهور خلال الألعاب الأولمبية استخدام الحكام لتكنولوجيا الليزر ثلاثية الأبعاد، وذلك لتحليل حركات لاعبي الجمباز المعقدة، على سبيل المثال لا الحصر، التي تتيح لهم إعطاء تقديرات وعلامات أكثر دقة، فضلا عن التطبيقات التي ستتوفر آنذاك الداعمة لتقنية الواقع المعزز.
وسائل النقل الذكية
بدأت اليابان اختبارات ميدانية على سيارات أجرة بدون سائق يمكن التحكم بها بواسطة الهواتف المحمولة لنقل الرياضيين والجماهير إلى جميع أنحاء المدينة؛ حيث تخضع هذه التقنية إلى المزيد من التعديلات والتجارب لتحقيق معايير السلامة.
وتخطط طوكيو لكشف النقاب عن أسرع قطار يعمل بقوة الرفع المغناطيسي المعلق في العالم، أو ما يعرف اختصارا بالماجليف “Maglev” وهي اختصار Magnitic levitation، ليتم استخدامه بحلول عام 2020.
الطباعة ثلاثية الأبعاد
تستعد الشركات المصنعة للمستلزمات الرياضية مثل نايك وأديداس وبوما لتزويد اللاعبين الأولمبيين بملابس وتجهيزات رياضية مصنّعة وفق تقنية الطباعة ثلاثية الأبعاد، والتي تعتبر أكثر أناقة وخفة من ناحية الوزن، بحيث تساعد هذه المعدات الرياضيين على محاولة تحطيم الأرقام القياسية، ناهيكم عن إتاحة المجال لإضافة التقنيات الحديثة إلى التجهيزات الرياضية.
طوكيو 2020 صديقة للبيئة
تعتزم العاصمة اليابانية انفاق 367 مليون دولار على الطاقة الهيدروجينية، لتجهيز القرى الأولمبية المضيفة للرياضيين، فضلًا عن السيارات العاملة بالهيدروجين ومحطات التزويد.
وتدرس اليابان إمكانية الاستفادة من القطع الإلكترونية الاستهلاكية القديمة لتصنيع الميداليات الأولمبية، حيث يمكن أن يتوج الرياضيون بميداليات مصنوعة من أجزاء معاد تدويرها موجودة في الهواتف المحمولة القديمة والأدوات الإلكترونية الصغيرة.
وتقدر نسبة الذهب المستخرج من نفايات اليابان الإلكترونية بـ 16 في المائة، بينما تقدر نسبة الفضة المستخرجة بـ 22 في المائة، حيث تعتبر نفايات اليابان التقنية مثالية لصنع الميداليات الأولمبية.
وتعكف شركة بوينج للطيران وغيرها من الشركات الجوية العاملة ضمن اليابان على اختراع طائرات تعمل بالوقود الحيوي لتغطية الألعاب من الجو، وذلك للحد من انبعاث الكربون.
لا تعتقد أنك تقرأ عن رواية من روايات الخيال العلمي بل إنها الرؤية الشغوفة بتحويل دورة الألعاب الأولمبية “طوكيو 2020” إلى أحد رموز التكنولوجيا الفائقة في العالم.
0 التعليقات:
إرسال تعليق