مدونة علمية ، تعليمية ، تكنولوجية ، و ثقافية ، تقدم مواضيع مختلفة في مجالات متعددة.

السبت، 18 فبراير 2017

عيسى مسعودي ، أو ذاك الصوت الثّائر

       هنا صوت الجزائر الحرة المكافحة. هنا صوت جبهة التحرير، وجيش التحرير يناديكم من قلب الجزائر.. إنها اللحظات التاريخية الحالمة التي طالما كان ينتظـــرها الشعب الجزائري في الداخل و الخـــارج  ، في الجبال و القرى ، في المدن و المداشر ، جنـــودٌ وفدائيين و مسبّلين ،، لحظـــات كانت تجمع  قيادات  الثورة كلّهـــا لسمــــاع الرّســـائل المشفّـــرة المُرســـلة لهم واتخاذ القرارات المناسبـــة ،، لحظـــات كانت تقطـــع أنفـــــاس العدو الإستعمــــاري البغيــض ، و صوت عيسى مسعودي  يبث عبــر  الأثير صوت الثورة الجزائرية ،،،

    وكانت نبرات صوت عيسى مسعودي الزيتوني، عضو اتحاد الطلبة المسلمين الجزائريين، كلمة السر التي يلتقي حولها الجزائريون الفدائيون والمجاهدون والمسبلون وتنقش في أفق المرحلة مستقبل انتصارهم وتقربهم من نبض الثورة في كل مكان.. كان لعيسى المسعودي الدور الكبير في منح الثورة لسانا عربيا مبينا ليؤكد على هوية الثورة وانتمائها إلى الحضارة العربية الإسلامية. وكان نبض الثورة في صوت الفدائي الكبير عيسى مسعودي كافيا تماما أن ينقل وهج الثورة إلى قطاعات الشعب ويلقي في قلوب أعداء الثورة الوهن والهزيمة..
      عيسى مسعودي هو أحد تجليات الثورة الجزائرية كما أنه يعبر من جهة أخرى عن عبقرية الثورة.. وإن كان هذا الجانب لم ير اهتماما في إبرازه والتركيز على دوره إلا أنه بلا شك صاحب الأثر الكبير على مجريات الصراع العنيف في الجزائر بين الاستعمار المجرم من جهة والشعب الناهض من أجل كرامته وحريته من جهة أخرى. الأمر الذي دعا الرئيس المرحوم هواري بومدين إلى القول إن لعيسى مسعودي نصف انتصار الجزائر.. إنه تكريم عظيم يعبر عن إدراك قادة الثورة لأدوات الانتصار.
      إن هذا يلقي على الناشئة من الإعلاميين، صحفيين وكتاب، وكل من يشتغل بالإعلام، أن يستعيد روح عيسى مسعودي الوطنية الحرة المكافحة لخوض غمار الحياة تفنيدا لمقولات الأعداء ، ولبث الروح الوطنية في نفوس المواطنين ، وتحميل الجميع مسؤوليات الدفاع عن مكتسبات و مقوّمــــات هذا الوطـــن. كما أن روح عيسى مسعودي تقف على بداية تيار ينتمي إلى الأصالة والهوية الحضارية، بمعنى من المعاني، إنه ضد تخريب الهوية وتخريب الروح الوطنية.
                                               

      لقد انتصرت الثورة الجزائرية انتصارا مذهلا، أخرجت الاستعمار من كل الجزائر، واستردت كل حقوق الجزائريين السيادية غير منقوضة.. وما كان هذا الانتصار إلا لتجمع عناصر الانتصار وأسبابه.. فلم ينتصر الجزائريون في معركة الصمود العسكري بل حققوا انتصاراتهم في كل الميادين ومنها الإعلام ، فحق لهم أن يفتخروا بثورة كانت الفريدة من ثورات الشعوب.. فرحم الله عيسى مسعودي ورحم الله الشهداء ...
واتساب

0 التعليقات:

إرسال تعليق

صفحة المدونة على الفايسبوك :

للإشتراك بالمدونة :

أرشيف المدونــــــــــــة