مدونة علمية ، تعليمية ، تكنولوجية ، و ثقافية ، تقدم مواضيع مختلفة في مجالات متعددة.

الجمعة، 10 مارس 2017

النحل ، تلك المملكة العجيبة

        النحل ،، عــالمٌ من الأســـرار العجيبـة التي أودعـها الله ( سبحانه وتعالى )  في تلك المخلوقــات الصغيرة ،، اكتشـف الإنسان في العصر الحديث بعضاً منها ، ومازال هناك الكثير من تلك الأسرار في عـــالك الغيب و ما يوحـــي به الله إلى مخــلوقاته .

      قال تعالى: " وأَوْحى ربّك إلى النّحل أنِ اتّخِذِي من الجبال بيوتاً ومن الشجر وممّا يَعْرِشون  ثمّ كُلِي من كل الثّمرات  فاسْلُكي سُبُل ربك ذُلُلاً  يخرجُ من بطونها شرابٌ مختلفٌ ألوانه فيه شفاءٌ للناس  إنّ في ذلك لآيةً لقومٍ يتفكرون " ( سورة النحل : آية 68 )
   والخـــوض في موضوع النّحل  و العسل  يجعـل المرء يسـرح في عالم آخر ،، عـــالم فيه ملكةٌ وعاملات ، وفيه نظام  و انضباط ، وفيه تناغم واتساق ، وكلها مظاهر من عظمة الخالق المبدع الذي جعل من أمة النحل مثالا يحتذى به في التعاون والنظام . الكل يعمل حسب سنّـه ودوره . المهندسات والبنّـاءات يشيّدن قرص النحل ، والعاملات يقُمْن برحلات للكشـف عن أماكـن الرحيـق ، والكيميائيات يتأكدن من نضوج العسـل وحفظه ،
والخادمات يحافظـن على نظافة الشوارع والأماكن العامة في الخلية ، والحارسات على باب الخلية يُراقبن الدّاخــل إلى الخليــة و الخــارج منــها ، يطردن الدخلاء أو من أراد العبث بأمن الخلية . 
    - من يحكم خلية النحل ؟
     رغم أن الملكة هي أهمّ فرد في مجتمع النحل ، إلا أنها لا تحكم خلية النحل على الإطلاق ، تنتج هرمونات تحدد مختلف نواحي سلوك النحل . فكيف تتحكم هرمونات الملكة بسلوك الآخرين ؟
                                             
       

    إن العاملات وهنّ يقمن بتنظيـف جسـد الملكة يحملن هذه الهرمونات ويُوزّعنها بسرعة على باقي أفـراد الخلية من النحل ، ويتم ذلك خلال تبادل الطعام فَماً لِفَمٍ.
    أمّا عمل الملكة الحقيقي فهو إنتاج البويضات ، فالملكة هي الأنثى الوحيدة المكتملة جنسيا، حيث يقدّر العلمـــاء إنتــاج الملكة لحــوالي 250 ألف بويضة في الموسم الواحــد ،، أما العاملات فلم تكتمل الأعضاء الجنسية لديهن . ولا تقوم الملكة برعاية أبنائها ، ولكنها تعتمد على العاملات اللاتي يحضنّ صغار النحل ويطعمهنّ الطعام.
إذن فالعـــاملات أنفسهــنّ من يحكــم خليــة النّحــل ، فهن اللواتي يقرّرن متى وأين يجمعن رحيق الأزهار، وهن اللاّتي يقرّرن متي تستبدل ملكتهن ، وهنّ اللاتي يحدّدن    متى يهاجرن في حشد كبير لتشكيل خلية جديدة ، فلا خلاف بين العاملات ولا صراع .
                                                   

   - مــاهو دور ذكــور النّحــل ؟
   تشير الأدلة العلمية الحديثة إلى أنّ ذكــر النّحــل لا توجــد  في أرجله سِلَلٌ يستطيع جمع رحيق الأزهار فيها ، بالإضــافة إلى قِصــرِ  لسانه بحيث لا يقوى به  على امتصاص رحيق الأزهار، و بالتّــالي يكــون عاجزاً حتى عن تغذية نفسه ، بل إنه يستجدي الطعام من زميلاته العاملات بما إنّه لا يقوى على القيام بما تستطيع العاملات فعله . ولكن الله تعالى أناط به عملا هامّـاً متى أدّاه مات وذهـب إلى عــالم الفنـاء ، ولا يستطيع سـوى عدد قليل من مئات الذكـور إنجـاز مهمتهم في الحياة ، ألا وهي تلقيح الملكة ، وتتسبب عملية التزاوج هذه في موت الذكر الذي يؤدي تلك المهمة مبــاشرةً بعـد القيــام بذلك .
   - كيف يكون العمل في حالة موت الملكة ؟
  عندما تموت الملكة تبدأ خــادمات الشمع بناء عدد من الخلايا الملكية وهي ذات شكل مميز شبيه بإصبع القفاز ، وتقوم الخــادمات بتربية عـدة يرقات ملكية في آن واحد بتلقيمها الغذاء الملكي ، وما أن يتمّ فقس أول بيضة عن ملكة ، حتى تبدأ حملة قتل
جماعية تستهدف جميع العذارى الملكات التي لم تنته من تطورها بعد ، فالتشريعات في مملكة النحل تقضي بأن لا يبقي في المملكة الواحدة سوى ملكة واحدة فقط.
                                              

   - ما هي وظائف الخــادمات ؟ ·
   تتباين المهام التي تنجزها النحلة الخــادمة  منذ ولادتها وحتى موتها . فكلما زاد عمرها وشاخت ، حدثت فيها تحولات فزيولوجية دقيقة تتوافق مع العمل الذي يتوجّب عليها أداؤه ، فبينما تكرّس الخــادمة  النصف الثاني من حياتها لجمع الرحيق وحبوب الطلع ،
تعمل  في الأسابيع الثلاثة الأولى من حياتها ضمن الخلية.
فخلال اليومين الأول والثاني التاليين لخروج النحلة الكاملة ، تقوم الخــادمة الفتية بتنظيف خلايا الحضنة بدقة متناهية ، فتُخصّص كليا للقيام بأعمال النظافة.
وبحلول اليوم الثالث ، تبدأ الخــادمة مهمة جديدة هي تغذية الحضنة ، فعندها يحدث تطور ملحوظ في الغدد المغذية التي تفرز الغذاء الملكي الذي يُستعمل في تغذية جميع اليرقات الفتية واليرقات الملكية.
وعندما يحل اليوم العاشر ، تتدهور غددها المغذية وتضمر ، في الوقت الذي تصبح فيه الغدد الشمعية على أتم الاستعداد لأداء وظيفتها.
وبدءاً من اليوم الحادي عشر ، تتجه الخــادمــات نحو مهنة جديدة ، هي مهنة البناء ، فتصنع الشمع وتبني الإطارات وتسُدُّ النّخاريب التي تخزّن العسل.
وهناك وظائف أخرى للخــادمات ، فمنها مختصّة بالحراسة  تراقب فتحة الخلية وتمنع كل دخيل ، ومنها من تقوم بتوفير التهوية ، وتحافظ على درجة حرارة قريبة من 35° م خلال الصيف. 
                                                   

  وعندما يحل اليوم الحادي والعشرون تكون النحلة الخــادمة  قد أنجزت جميع المهمّات التي أُوكِلتْ إليها في الخلية ، وعند ذلك تصبح على استعداد لإنجاز أعمال أخرى خارج الخلية ، حيث تقوم بعمليات جمع الرحيق وغبار الطلع.
   - كيف يعــرف النحــل مكــان الرّحيــق ؟
    ترقص العاملات الكشّــافات فوق خلية النحل لتُخبر زميلاتها بمكان الأزهار فالزاوية بين مركز الشكل الذي تتخذه في دوراتها فوق الخلية وبين الخط العمودي هي نفسها الزاوية التي تقع بين الشمس وبين المكان الذي توجد فيه الأزهار ، وتعلم العاملات من هذه الزاوية الطريق الذي يجب أن تســلكه لتصل إلى مكان الرّحيــق...
  فهي تتّخــذ من هندســـة الزّوايا كطريقـة  في غــاية الدّقّــة للوصـــول إلى أمـــاكن الأزهـــار و حــدائق الورد ....
       لا تنســى المشــــاركة مع أصدقــائك :
واتساب

0 التعليقات:

إرسال تعليق

صفحة المدونة على الفايسبوك :

للإشتراك بالمدونة :

أرشيف المدونــــــــــــة